نُورِدُ هنا قاعدَتَيْنِ مُهمّتينِ؛ نَرى مِنَ الأهمّيّةِ بمكانٍ علَى الدّاعيةِ أَنْ يستَوعِبَهُمَا ويطَبِّقَهُمَا عندَ البدءِ فِي التّخطيطِ لِأيِّ عمَلٍ دَعوِيٍّ، والقاعِدتَانِ هُمَا
الاِنطلاقُ مِنْ نقاطِ القُوّةِ.
مبدأُ بارِيتُو (20/80).
إنّنا لاَ نُبالغُ إذا قُلْنَا إِنّ المهاراتِ هيَ بمنزلةِ المحرّكِ في السّيّارَةِ والرُّوحِ في الإنسانِ؛ إِذْ -كمَا هو معلومٌ- لاَ يُـمكنُ أَنْ تعملَ السّيّارةُ دُونَ تشغيلِ المحرِّكِ، ولاَ يمكنُ أَنْ تَتَخَيّلَ حياةَ الإنسانِ دُونَ رُوحِهِ، فكذلِكَ هُوَ شأنُ
المهاراتِ عندَ الدّاعِيةِ
بالمثل ، تشكل الهوايات و الاهتمامات لدى الداعية الإنطلاقة الفعلية لما يتقنه الداعية وما عليه إلا تسخير هوياته وميوله لحراكه الدعوي من خلال المبادرات التي تسخر هواياته التي لديه وميوله التي يحبذها والإنطلاق بعد ذلك لإكتساب هوايات وقدرات أخرى تعزز من حراكه الدعوي وتجوده
كمَا تمّ ذكرُهُ سلَفًا، يجبُ علَى الدّاعيَةِ أَن يُركّزَ جُهودَهُ في مجالاتٍ دعوِيّةٍ محدّدَةٍ يكونُ فيهَا متمكِّنًا، وبالتّالِي يضمَنُ عدَمَ تشتُّتِ جهُودِه وضياعِ وقتِهِ، ومِنْ أجلِ ذلِكَ، فعلَيهِ أوّلاً معرفةُ نوعيّةِ المهاراتِ والقُدراتِ التِي يمتلِكُهَا والتِي يكونُ قد اِكتسبَهَا خلالَ مراحلِهِ العمُريّةِ المختلفةِ
وَهذِه المهاراتُ والقُدُراتُ جنبًا إلَى جنبٍ معَ الهواياتِ والاِهتماماتِ؛ ستكونُ مَدْخَلاً لتحديدِ المجالاتِ الدّعويّة التي مِن المناسبِ أَن يُركّزَ عليهَا، معَ عدَمِ إغفالِهِ لاِكتسابِ مهاراتٍ وقُدُراتٍ جديدَةٍ تخوِّلُه لِطَرْقِ مجالاتٍ جديدةٍ للدّعوةِ، ومِنْ هذا المنطلَقِ، عليكَ أخي الآنَ تحديدُ مهاراتِكَ وقدُرَاتِك مِن القائِمةِ المخصصة