مشرُوعُ العُمُرِ الدّعويِّ

نموذَجُ تَنفِيذِ مَشرُوعِ العُمُرِ (مِثالٌ تَوضِيحيٌّ)
نَماذِجُ التّخطِيطِ لِمشرُوعِ العُمُرِ 
مقدّمَةٌ عَن مشرُوعِ العُمُرِ الدّعوِيِّ 

مقدّمَةٌ عَن مشرُوعِ العُمُرِ الدّعوِيِّ 

مَشرُوعُ العُمُرِ هُوَ مَشرُوعٌ تَتَّضِحُ فِي ذِهنِ صَاحِبِهِ أهدَافُهُ، وَتَستَولِي فِكرَتُهُ عَلَى فِكرِهِ وعقلِهِ وَيَبذُلُ لَهُ جميعَ طَاقَاتِهِ

الدُّكتُورُ مشعَلُ بنُ عبدِ العزِيزِ الفلاحي
مُؤلِّفُ كتابِ "مَشرُوعُ العُمُرِ"

فِي الفُصولِ السّابِقَةِ تَطرَّقنَا لِلحدِيثِ حَولَ الأنشِطَةِ الدّعويّةِ والمشارِيعِ الدّعويّةِ؛ وأهمّيّةِ تركيزِ الجُهودِ فِي مجالاَتٍ دَعوِيّةٍ مُحدَّدَةٍ حتَّى تُثمِرَ هذِهِ الجُهُودُ أَعمَالاً دَعوِيَّةً مُتقَنَةً وَذَاتَ جَودَةٍ، ويَكونَ لَها أَثَرٌ أكبَرُ بَينَ شرِيحَةِ المستَهدَفِين، وقَد وَضّحنَا أهمّيّةَ أَنْ يَضَعَ الدّاعيَةُ خُطّةَ تَطوِيرٍ ذَاتِيَّةٍ لِتَنمِيةِ قُدُراتِهِ ومَهارَاتِهِ الدّعويّةِ، وَكذلِكَ أَهمّيةَ وَضعِ خُطَّةٍ دَعويّةٍ تَكونُ بمنزِلَةِ خَارِطَةِ طرِيقٍ لحرَاكِهِ الدّعويِّ علَى المدَى المتوسّطِ والبَعيدِ


وحيثُ إنّ التّركيزَ علَى المشارِيعِ الدّعويّةِ يَنبَغِي أَنْ يَستحوذَ علَى اِهتِمامِ وَجُهودِ وطاقَاتِ الدّاعيَةِ؛ وذلِكَ لِلأسبابِ التِي ذَكرنَاهَا حَولَ أَولوِيَّةِ التّركيزِ علَى المشارِيعِ الدّعوِيّةِ، فَإِنّ الدّاعيَةَ يَنبَغِي أَنْ يُحدّدَ مشرُوعًا دَعوِيًّا كبيرًا يَكُونُ بمنزِلَةِ مَشرُوعِ العُمُرِ، والذِي بِتَحقِيقِهِ يَكونُ قَدْ أَضَافَ لَبِنَةً كبِيرَةً فِي المسِيرَةِ الدّعويّةِ، تَكُونُ مُنطَلَقًا لِغيرِهِ مِنَ الدُّعاةِ لِإضافَةِ لَبِنَاتٍ أُخرى واِستكمَالِ المسيرَةِ علَى مَدَى الأجيَالِ المتَعاقبَةِ


ومشرُوعُ العُمرِ الدّعويِّ فكرَةٌ ليسَت بِالجَدِيدَةِ فِي مسيرَةِ الدّعوةِ الإِسلاَميّةِ علَى مَدارِ تَارِيخِهَا الطّوِيلِ، حيثُ إِنّ كثيرًا مِنَ الدُّعاةِ كانَت لَهُم مَشارِيعُ دَعوِيّةٌ بَارِزَةٌ فِي حيَاتِهِم كانَت بمنزَلَةِ مَشارِيعِ العُمُرِ لهُم، وبِالرّغمِ مِنْ أَنَّ الفِكرَةَ لَيسَتْ بِالجَديدةِ كَمَا أَسلَفْنَا آنِفًا، إِلاَّ أنَّهُ لَم يَتِمَّ تَأصِيلُهَا عِلمِيًّا إِلاَّ فِي وَقتِنَا الحاضِرِ، وَمِنْ أَبرَزِ مَنْ تَطرَّقَ لِفكرَةِ مَشرُوعِ العُمُرِ الكاتِبُ الدّاعيَةُ الدّكتور مشعَل بنُ عبدِ العزِيز الفلاحي فِي كتَابِهِ "مشرُوعُ العُمُر"


وأرَى مِنَ الضّرورَةِ بمكَانٍ إِيرَادُ مُلخَّصٍ عَنِ الكِتابِ حتَّى تَتَّضِحَ فِكرَةُ المشرُوعِ العُمُرِ مَعَ ذِكرِ أمثلَةٍ مِنْ مشارِيعِ العُمُرِ لِأبرَزِ الدُّعَاةِ والمصلِحينَ، وكذلِكَ مُواصفَاتِ مشُرُوعِ العُمُرِ والوَسائِلِ المعِينَةِ علَى نَجاحِهِ


الحديثُ عَنِ "المشارِيع" حديثٌ مِنْ نَوعٍ خَاصٍّ... حدِيثٌ تَكتُبُهُ المشاعِرُ قَبلَ أَنْ يَتَدَفَّقَ به الحِبرُ علَى الوَرَقِ، وَهكَذَا هِيَ المشاريعُ في حياةِ كُلِّ إِنسانٍ


إنَّ بِإمكانِ الوَاحدِ مِنَّا أَنْ يَكونَ مَشرُوعًا فِي حيَاةِ نَفسِهِ وَأُسرَتِهِ وَمُجتَمَعِهِ وَأُمّتِهِ .. يقولُ د. عبدُ الكرِيمِ بَكّار وَهُو يتَحدَّثُ عَن مَشرُوعِ العُمُرِ لِلإنسانِ: يَستطِيعُ كثِيرٌ مِنْ أَفرَادِ هَذهِ الأُمّةِ أَنْ يَتَخيَّلَ أَنَّ حَياتَهُ عبارَةٌ عَنْ مَشرُوعٍ أَنشَأَتهُ أُمّةُ الِإسلاَمِ، واستَثْمَرَتْ فيهِ، ثُمَّ أَوكَلَتهُ إِليهِ لِيُدِيرَهُ وَيُتابِعَهُ، ويَبذُلَ فِيهِ مِنْ مَالِهِ وَوقتِهِ وَجُهدِهِ، وَقَدْ قَبِلَ هَذِهِ الوَكالَةَ وشَرَعَ يُحاوِلُ فِي جَعلِ ذَلِكَ المشرُوعِ نَاجِحًا ومُثمِرًا؛ بَلْ يُحاوِلُ أَنْ يَجعَلَ مِنهُ مَشرُوعًا نَموذِجِيًّا بَينَ المشرُوعَاتِ المنَاظِرَةِ

لَعلَّكَ تَودُّ أَنْ تَتَعرَّفَ عَلَى مَشرُوعِ العُمُرِ ما هُو؟


إنَّ مَشرُوعَ العُمُرِ هُوَ مَشرُوعٌ تَتَّضِحُ فِي ذِهنِ صَاحِبِهِ أهدَافُهُ، وَتَستَولِي فِكرَتُهُ عَلَى فِكرِهِ وعقلِهِ وَيَبذُلُ لَهُ جميعَ طَاقَاتِهِ


هذَا هُوَ مَشرُوعُ العُمُرِ، مَشرُوعٌ يَتنَاسَبُ أوَّلاً مَعَ قُدُرَاتِكَ وإمكانَاتِكَ، ثُمّ تعِيشُ همَّهُ في كُلِّ لَحظَةٍ مِنْ حيَاتِك، ثُمَّ تَبذُلُ لهُ جميعَ ما تملِكُ مِنْ فِكرٍ وعمَلٍ ومُتابَعَةٍ


إنّ بِإمكانِ الوَاحِدِ مِنَّا أَنْ يَكونَ "مَشرُوعًا" خَاصًّا فِي حيَاةِ أُمّتِهِ؛ فَقط حِينَ يَتحرّرُ مِنَ الوَهَنِ والضّعفِ، وتَقزِيمِ النَّفسِ لِيَركَبَ نَحوَ المعالِي كَاتِبًا في حيَاتِهِ الشّخصيّةِ أنَّهُ أحَدُ الكبَارِ فِي حيَاةِ أُمّتِهِ


وأودُّ أَنْ أُقرِّبَ لَكَ الصُّورَةَ أكثَرَ، ففِي السُّنّةِ النّبويّةِ وَرَدَ ذِكرُ اِمرَأَةٍ كانَ لَها مَشرُوعُهَا الشّخصيُّ الخاصُّ، أَتدرِي مَا هُو مشرُوعُهَا؟ " كانَت تقُمُّ المسجِدَ" هَذَا هُوَ مَشرُوعُهَا، كانَت تحرِصُ علَى أَنْ يَكُونَ مسجِدُ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم نَظِيفًا، وَهِيَ بهذَا تُشارِكُ فِي خِدمَةِ هذَا الدِّينِ... وفِي النّهايَة رَحلَت عَنِ الأَرضِ... مَاتَت فِي سَاعَةٍ مُتأَخِّرَةٍ مِنَ اللّيلِ؛ أشرفَ الصّحابَةُ على غسلِها ودَفَنُوهَا، ولَم يُخبِرُوا رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم ظنًّا منهُم أنّهَا لَيسَت بِذَاتِ الشّأنِ


وَفِي الصّبَاحِ دَخَلَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى مَسجِدِه فَتَلَفَّتَ فَلَمْ يَرَ المرأَةَ، فَسأَلَ عَنهَا فَأخبَرُوهُ أنّهَا ماتَت.. فَقالَ: «أَفَلَا آذَنْتُمُونِي!» أَي أخبَرتمونِي، قَالُوا إِنّهَا مَاتَت فِي سَاعَةٍ مُتأخِّرَةٍ... فَيقُومُ صلى الله عليه وسلم متَوجِّهًا إلَى المقبَرَةِ ويَتبَعُهُ الصّحابَةُ رِضوَانُ اللهِ تعالَى عليهم، ويَقِفُ علَى قَبرِهَا ويُصلِّي علَيهَا... ثُمّ يَقُول: «إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ»
ولا يُعلَمُ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَتبّعَ جَنَازَةَ اِمرَأَةٍ غيرِ هذِهِ، ممّا يدُلُّكَ علَى عَظَمَةِ صاحِبِ المشرُوعِ


وهذَا رَجلٌ آخَرُ كانَ لهُ "مشرُوعُه الخاصُّ بِهِ"، فَتَح اللهُ –تعالى- عليهِ ورَزَقَهُ مالاً، وأرَادَ أَنْ يَكونَ شيئًا، فَصارَ –كما رَوى لنَا أبو هريرة عن النّبي - يُدايِنُ النّاسَ ويُيَسِّرُ علَيهِمْ فِي القَضاءِ، فيُرسِلُ رَسُولَهُ لِيأخُذَ دَيْنَهُ لَكنّهُ كانَ يُرسلُهُ ويُذكِّرُه بقوله: "خُذْ مَا تَيسّرَ، واترُكْ ما عَسرَ، وتَجاوَزْ، لعلَّ اللهَ -تعالى- أَن يَتجاوَزَ عنَّا"، ثُمّ مرَّتِ الأيّامُ، ومَاتَ الرّجُلُ، فلَقِيَ اللهَ تعالى وسأله الله تعالى: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟، قَالَ: لَا، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لِي غُلَامٌ، فَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا بَعَثْتُهُ يَتَقَاضَى قُلْتُ لَهُ: خُذْ مَا يَسُرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ، وَتَجَاوَزْ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْك"
وخُذ سِيرَةَ أَبِي هُريرَةَ -رضي الله تعالى عنهُ- صحابيَّ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم الذِي مَلأَ الدُّنيَا ذِكرًا وصِيتًا وحيَاةً، وتأمَّل سِيرَتَهُ كامِلَةً لاَ تجِدُ فِيهَا سِوَى "مَشرُوعًا واحِدًا" كوَّنَ لهُ هذَا الصِّيتَ فِي الأرضِ، لَقد كَانَ مَشرُوعُهُ حِفظَ حدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَم يُغادِرِ الدُّنيَا حتَّى تَجاوَزَت مَحفُوظَاتُهُ خمسَةَ آلاَفِ حدِيثٍ، ولاَ يَكادُ يُذكَر نبيُّنَا صلى الله عليه وسلم اليومَ فِي مجلِسٍ إِلاَّ وَجدَتَ لَصِيقَهُ هَذَا الصّحابيَّ الجلِيلَ، وهكذَا هِيَ المشارِيعُ تجعَلُ مِن أَصحابِهَا كبَارًا لهذِهِ الدّرجَةِ الكبِيرَةِ


لكِن يَنبَغِي أَن تَعلَمَ أنَّ هذَا مَا جَاءَ مِنْ غَفلَةٍ، أَو نَومٍ، أَو اِنشِغَالٍ بِظُرُوفٍ خاصَّةٍ؛ بَلْ جاءَ مِنْ عَمَلٍ وَتَعَبٍ نَالَ بِهِ هذِهِ المنزِلَةَ الرّفيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: يَقُولُونَ إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الحَدِيثَ، وَاللَّهُ المَوْعِدُ، وَيَقُولُونَ: مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ لاَ يُحَدِّثُونَ مِثْلَ أَحَادِيثِهِ؟ وَإِنَّ إِخْوَتِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ، وَإِنَّ إِخْوَتِي مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمْ عَمَلُ أَمْوَالِهِمْ، وَكُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا، أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ  عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، فَأَحْضُرُ حِينَ يَغِيبُونَ، وَأَعِي حِينَ يَنْسَوْنَ، وَقَالَ النَّبِيُّ  يَوْمًا: «لَنْ يَبْسُطَ أَحَدٌ مِنْكُمْ ثَوْبَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي هَذِهِ، ثُمَّ يَجْمَعَهُ إِلَى صَدْرِهِ فَيَنْسَى مِنْ مَقَالَتِي شَيْئًا أَبَدًا» فَبَسَطْتُ نَمِرَةً لَيْسَ عَلَيَّ ثَوْبٌ غَيْرُهَا، حَتَّى قَضَى النَّبِيُّ  مَقَالَتَهُ، ثُمَّ جَمَعْتُهَا إِلَى صَدْرِي، فَوَ الَّذِي بَعَثَهُ بِالحَقِّ، مَا نَسِيتُ مِنْ مَقَالَتِهِ تِلْكَ إِلَى يَوْمِي هَذَا"


لَم تَكُن "المشاريعُ" حَصرًا علَى أَفرَادٍ فِي ذَاكِرَةِ التّارِيخِ، كلاَّ! وَإنّما هِيَ كذلِكَ مُمتدَّةٌ حتَّى تَارِيخِنَا الذِي أُحدِّثُك فيهِ


خُذْ علَى سبِيلِ المثالِ –كما سبق-: عبدَ الرّحمنِ السّميط طَبِيبًا كُويتِيًّا، أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مَشرُوعهُ الخاصّ: الدّعوَة إِلى اللهِ تعالَى، وَلعلَّكَ تَسأَلُ: كيفَ بَدَأَ؟


يقولُ: أَردتُ أَن أَجمَعَ لِمشرُوعِي أَلفَ ريّالٍ مِنْ أجلِ البِدَايَةِ، وَبقِيتُ لِمُدَّةِ ثلاَثَةِ أشهُرٍ لَم أتمكّن مِنْ جَمعِ ألفِ ريّالٍ


أَودُّ هُنَا أَن أَنقُلَكَ إِلَى النِّهايَةِ التِي وَصلَ إِليهَا الرّجُلُ فِي مَشرُوعِهِ: الدّعوَةُ إِلى اللهِ تعالَى، وَاصلَ فَذَهَبَ إِلَى أَفرِيقيَا يَدعُو إِلَى اللهِ تعالى، واسمَعْ إِلَى تِلكَ النِّهايَاتِ؛ أَسلَمَ عَلَى يَديهِ إِلَى الآنَ مَا يَزيدُ علَى مِليُونَينِ ونِصف المليُون إِنسان، وعلَمَّ مَا يَزيدُ علَى نِصفِ مليونٍ، ورَسُولُكَ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: «..لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» 

لَعلّك تَسأَلُ: مَا هِيَ المشاريعُ التِي يُمكنُ أَن يَبدَأَ فِيهَا الِإنسَانُ ويحقِّقَ بهَا أَمثَالَ هذِه الأحلاَمِ ؟


ولعلَّ مِنْ نَافِلَةِ القولِ: أَنْ أُذكِّرَكَ بمشرُوع ِتربِيَةِ الأَبنَاءِ فِي البيتِ، وجَعلِهِم مَشرُوعَ الْإنسانِ الشّخصيِّ تَعلِيمًا وتَربيةً، وَما يُدرِيكَ أَنْ يَكُونَ مِنهُمْ علَمُ الأُمّةِ ومُجدِّدُها فِي الأيّامِ القادِمَةِ


خِدمَةُ النّاسِ وتَفرِيجُ كربِهِم وعونِهِم مَشرُوعٌ كبِيرٌ، يُمكنُكَ تحقِيقُهُ مِنْ خِلاَلِ المشارَكَةِ فِي جَمعيّاتِ البرِّ، وهُوَ مَشرُوعٌ جاءَ فِيهِ حديثُ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ -وَجَمَعَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى- وَالسَّاعِي عَلَى الْيَتِيمِ وَالْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالصَّائِمِ الْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ» 


وتعليمُ النّاس كتابَ اللهِ تعالى قراءةً وحفظًا مشروعٌ ضخمٌ، جاءَ فِيه حديثُ عُثْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ  قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» ، ويمكِنُكَ تحقِيقُ ذلِكَ مِنْ خِلاَلِ المشارَكَةِ فِي جمعيَّاتِ تحفِيظِ القُرآنِ الكريمِ


الصُّلحُ بينَ المسلمِينَ، وَجمعُ شملِ المتخَاصِمينَ مَشرُوعٌ يُمثِّلُ أهمّيّتَهُ قولُ اللهِ تعالَى: لاَ خَيْرَ فِي كَثِيْرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعْرُوفٍ أَو إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ [النساء:114]


هذا، وتوزِيعُ الأشرِطةِ، وتعليقُ إِعلاَنَاتِ المحاضَرَاتِ والدُّرُوسِ، والقِيامُ علَى تَربيَةِ الشّبابِ فِي التّعلِيمِ أو القُرَى، يُمكنُ أَنْ يَكُونَ مَشرُوعَكَ، كذَا وَأَن تَكُونَ أدِيبًا، شَاعِرًا، كاتِبًا، عالِمًا، مُفكِّرًا، قَائِدًا، مُعلِّمًا... وَغيرَ ذَلِكَ ممّا لاَ سبِيلَ إلَى حصرِهِ فِي مَكانٍ كهَذَا


مُواصَفَاتُ مشرُوعِ العُمُرِ


 مُتَوافِقٌ معَ القُدُرَاتِ وَالإِمكانِيَاتِ
 أَنْ تُحِبَّ مَشرُوعَكَ
 أَنْ يَكُونَ المشروعُ مُمكِنًا عَلَى أَرضِ الوَاقِعِ


 هَلْ يُمكِنُ أَنْ يَكُونَ لِلإِنسَانِ أَكثَرُ مِنْ مَشرُوعِ عُمُرٍ فِي حَياتِهِ؟ نَعَم بِشَرطَينِ
 أَن تَكُونَ قُدُرَاتُهُ وإِمكانَاتُهُ قَابِلَةٌ لذلِكَ
 أَن لاَ يُؤثِّرَ أيُّ مشرُوعٍ علَى غيرِهِ


 مشروعُكَ الذِي تَبحَثُ عَنهُ يَجِبُ أَنْ يَكونَ
 واضحًا.
 تُحِبُّهُ.
 تَبذُلُ فِيهِ جَمِيعَ وَقتِكَ.


 كتَابَةُ خُطّةِ مَشرُوعِ العُمُرِ تُساعِدُ علَى تحقِيقِ النّجاحِ وتُعطِي الإِنسَانَ تَصوُّرًا عَن وَضعِهِ ومَاذَا يُريدُ أُن يَكونَ، وهِي تتضمّنُ
 الهدَفَ العامَّ
 الأهدَافَ المرحَلِيَّةَ
 الأَهدَافَ الإِجرَائِيّةَ
 بَرنَامجًا زمنيًّا
 خُطّةً بَدِيلَةً
 التّنفِيذ
 التّقوِيم


 إذَا بَذَلتَ كُلَّ الأَسبَابِ فِي نَجاحِ مَشرُوعِ العُمُرِ وقاتَلْتَ حتَّى الاِستِماتَة، ولَـم تَنجَح، فلَيسَ عَيبًا أَن تُغيِّرَ مَشرُوعَكَ, بِشرطِ ألّا يَنقضِي العُمُرُ فِي التّغيِيرِ والتّبدِيلِ


 كيفَ ينجَحُ مَشرُوعُ العُمُرِ؟
 تَصحِيحُ النّيّةِ
 عيشُ المشرُوعِ
 حُسنُ الصّلَةِ بِالله تعالَى
التّربيَةُ عَلى المعالِي
 القِرَاءَةُ فِي سِيَرِ النّاجِحِينَ
 حُضورُ الدّورَاتِ التّدرِيبيّةِ
 استِثْمارُ الوَقتِ
 الصّبرُ
 الثّقَةُ بِاللهِ
 الدّعاءُ
 التّدرُّجُ فِي بِنَاءِ المشرُوعِ
الاِحتِفَاءُ بِالمشرُوعِ ومُكافَأَةُ النّفس 

نَماذِجُ التّخطِيطِ لِمشرُوعِ العُمُرِ 

نَماذِجُ التّخطِيطِ لِمشرُوعِ العُمُرِ
 
 

نموذَجُ تَنفِيذِ مَشرُوعِ العُمُرِ (مِثالٌ تَوضِيحيٌّ)

نموذَجُ تَنفِيذِ مَشرُوعِ العُمُرِ (مِثالٌ تَوضِيحيٌّ)



تتبع المسار التسلسلي للحراك الدعوي

إنتقل للخطوة القادمة