قَدْ يبدُو الأَمرُ غرِيبًا لِلوَهلَةِ الأُولَى الحدِيثُ عَنِ المحفَظَةِ، فَموضُوعُ هذِهِ الدورة لَيسَ لَهُ عَلَاقَةٌ بِالأموَالِ وَلاَ بإدارَةِ أُصُولِ الِاستِثمَارِ، فَهذَا الكلَامُ صَحيحٌ عندَ الأَخذِ بالاِعتبَارِ بِأنَّ المحفَظَةَ هيَ الوِعَاءُ الذِي تُحفَظُ بِه الأموالُ مَعَ اِختِلاَفِ صُنُوفِ النّقدِ المودَعِ بِه
وَبِالمثلِ، فَالمحفظَةُ الِاستثمَارِيّةُ هِيَ الوِعاءُ الذِي تُجمَعُ بِواسِطَتِهِ كُلُّ أَنواعِ ومجالَاتِ الِاستِثمارَاتِ وبالتّالِي يَسهُلُ مُتابَعَتُهَا وَإِدارَتُهَا وَوضعُ الخُطَطِ لِتَطوِيرِهَا، فَوجُودُ جَميعِ الاِستثمَارَاتِ تحتَ غِطاءٍ وَاحِدٍ وَمظلّةٍ وَاحِدَةٍ يُحقِّقُ هَدَفَ تَوجِيهِ هذِهِ الِاستِثمَارَاتِ لِتحقِيقِ الأَهدَافِ الكُلِّيّةِ مِنَ الِاستِثمَارِ عِوضًا عَنِ التّركِيزِ على الأَهدافِ الضّيِّقَةِ لِكُلِّ اِستِثمَارٍ عَلَى حِدَة
كذلِكَ، يُثمرُ وُجُودُ المحفَظةِ الاِستثمَارِيّةِ سُهُولَةَ التَّعلُّمِ مِنَ الدُّرُوسِ المستَخلَصَةِ مِنَ الفَشَلِ والإِخفَاقَاتِ عِندَ حُدُوثِها فِي اِستثمَارٍ مُعيّنٍ، وتجنُّبَ حُدُوثِهَا مَرّةً أُخرَى فِي الاِستِثمَارَاتِ الأُخرَى المندَرِجَةِ ضِمنَ نَفسِ المحفظَةِ
وممّا سَبَقَ ذِكرُهُ، يُمكنُ تَعمِيمُ فَائِدَتِهِ عِندَ حدِيثِنَا عَنِ المشارِيعِ وَالأنشِطَةِ الدّعوِيّةِ والتِي هِيَ فِي الحقِيقَةِ اِستِثمَارَاتُنَا فِي حَيَاتِنَا الأُخرَوِيّةِ، لِذَلكَ وَجَبَ عَلَينَا إِدَارَتُهَا وَتَنمِيَتُهَا عَلَى الوَجهِ الأَكمَلِ مِثلَ مَا نَفعَلُ بمحَافِظِنَا الاِستثمَارِيّةِ، مِنْ هُنَا سَيَكُونُ الحدِيثُ فِي هذَا القسم عَنِ المحفَظَةِ الدّعوِيّةِ وَكيفَ يُمكِنُ للدّاعِيَةِ تَحقِيقُ الاِستِفادَةِ القُصوَى بِتشكِيلِ هذِهِ المحفَظِةِ
المحفَظَةُ الدّعوِيّةُ باِختصَارٍ هِيَ الوِعاءُ الذِي يحوِي جَميعَ الأَنشِطَةِ الدّعوِيّةِ والمشَارِيعَ– بمَا فِيهَا مَشرُوعُ العُمُرِ الدّعوِيِّ– الدّعوِيّةِ التِي تَمّ تَنفِيذُهَا سَابقًا والتِي فِي طَورِ عَملِيّةِ التّنفِيذِ والتِي يَتِمُّ التّخطِيطُ لَها لِتنفِيذِهَا مُستقبَلاً، بحيثُ يسهِّلُ الوعاءُ عمليّةَ إِدارَتِهَا وتطويرِهَا بِشكلٍ تُحقِّقُ بهِ الاِستمرَارِيّةَ وَالنُّمُوّ
إِنّ الدّاعِيَةَ النّشِطَ دَعوِيًّا يَستطِيعُ الإِفادَةَ مِنْ وُجُودِ المحفَظَةِ الدّعوِيّةِ عَن طَرِيقِ
ضَمَان حِفظِ جَمِيعِ الأَعمَالِ الدّعوِيّةِ المنفّذَةِ وَتشكِيلِ أَرشِيفٍ دَعوِيٍّ يُمكِنُ الرُّجُوعُ إِليه فِي أيِّ وَقتٍ، والاِستِفادَةُ مِنَ الرّصِيدِ المتوَفِّرِ فِي المحفَظَةِ وبِالأخصِّ عِندَ تَنفِيذِ أَنشِطَةٍ وَمشارِيعَ شبِيهَةٍ
تَسرِيع تَنفِيذِ الأَنشِطَةِ والمشَارِيعِ الدّعوِيّةِ المتَشابِهَةِ أَو المعادِ تَنفِيذُهَا، وَذلكَ بِالرُّجُوعِ لِلملفّاتِ الموجُودَةِ وتَعدِيلِهَا بِما يَتَلاَءَمُ مَعَ الأَعمَالِ الجَديدَةِ
سُهُولَة جَدوَلَةِ الأَعمَالِ الدّعوِيّةِ ضِمنَ بَرنَامَجِ تَنفِيذٍ زَمَنيٍّ
سُهُولَة مُتابَعَةِ تَنفِيذِ الأَعمَالِ الدّعوِيّةِ التِي هي طَوْرَ التّنفِيذِ
سُهُولَة التّخطِيطِ للمَشارِيعِ الجدَيدَةِ وَحفظ جَميعِ الملفَّاتِ المتَعَلِّقَةِ بها فِي مَكانٍ وَاحِدٍ
تَعمَلُ كَوَسِيلَةٍ لِمُساعَدَةِ الآخَرِينَ أَو المستَجَدِّينَ فِي سِلكِ الدّعَوَةِ؛ بمشَارَكَتِهِم الملفَّاتِ الموجُودَةِ فِي المحفَظَةِ، سوَاءٌ علَى نِطاقِ كَامِلِ مُحتَوَيَاتِ المحفَظَةِ أَو كَجُزءٍ مِنهَا؛ كَالمتَعَلِّقِ مِنهَا بِتَنفِيذِ مَشرُوعٍ مُعيّنٍ أَو نَشَاطٍ مُعيّنٍ
إِنَّ وُجُودَ المحفَظَةِ يَعمَلُ كَذلِكَ علَى تَحفِيزِ هِمّةِ الدّاعِيَةِ وذلِكَ أنّهُ يَرَى بِأُمِّ عَينَيْهِ مَا تَمَّ وَمَا يَتِمُّ تَنفِيذُهُ مِنَ الأَعمَالِ خِلاَلَ فَترَةٍ زَمَنِيَّةٍ مُحدَّدَةٍ (علَى مَدَى عَامٍ كَامِلٍ أَو فَصلِ أَو شَهرٍ ). فَعندَمَا يَرَى بِأنّهُ قَد قَامَ –سواءٌ بمفرَدِهِ أَو بمشَارَكَةٍ مِن زُملاَئِهِ الدُّعَاةِ– بِتَنفِيذِ عَدَدٍ مِنَ الأَنشِطَةِ والمشارِيعِ الدّعوِيّةِ خِلاَلَ العامِ الهِجرِيِّ المنصَرِمِ؛ فَإِنّهُ سَيَسعَى لِلحِفاظِ علَى نَفسِ المستَوَى مِنَ الجُهدِ إِنْ لَم يَكُنْ أَكثَرَ وأفضَلَ
هُنَاكَ عِدَّةُ طُرُقٍ لإِنشَاءِ المحفَظَةِ الدَّعويّةِ نُرَكّزُ علَى الأَفضَلِ مِنهَا كمَا يَأتِي
مِفتَاحُ سِجِلاّتِ المحفَظَةِ الإِلكترُونيِّ
مِنْ أَجلِ تَسهِيلِ عَمَلِيّةِ تَبوِيبِ وحفظِ وَأَرْشَفَةِ الأَعمَالِ الدّعوِيّةِ؛ وَتِباعًا لَها البَحث عنهَا، يُفَضّلُ أَنْ يَقُومَ الدّاعِيَةُ بِتسجِيلِ بَيَانَاتٍ أَساسِيَّةٍ للعَمَلِ الدّعوِيِّ فِي مِلَفٍّ رَئِيسِيٍّ، يَندَرِجُ مُبَاشَرَةً تَحتَ المحفَظَةِ الدّعوِيّةِ
هذَا الملَفُّ نُطلِقُ عَليهِ مِفتَاحَ سِجِلاّتِ المحفَظَةِ الِإلكترُونيِّ، والذِي يُعتَبَرُ بمنزِلَةِ مِفتَاحٍ لِلوُصُولِ لِأيِّ عمَلٍ دَعوِيٍّ دَاخِلَ المحفَظَةِ بِكُلِّ سُهولَةٍ ويُسرٍ عِوَضًا عَن تَضيِيعِ الوَقتِ فِي البَحثِ والتّقصِّي
النّمُوذَجُ التّالِي يُوضّحُ نَموذَجًا لِمفتَاحِ سِجِلاّتِ المحفَظةِ الإِلكترُونيّ
نَظَرًا لِكونِ الكثِيرِ مِنَ الأَعمَالِ الدّعوِيّةِ يَقُومُ بِتَنفِيذِهَا الدّاعِيَةُ مَعَ غيرِهِ مِنَ الدُّعَاةِ المصلِحِينَ، وعلَيهِ يُتَطلّبُ مِنهُ التّنسِيقُ المستَمِرُّ مَعَهُم؛ فِي عَمَلِيةِ تخطيطِ ومُتابَعَةِ تَنفِيذِ الأَنشطَةِ والمشارِيعِ الدّعوِيّةِ؛ ومُشارَكَةِ بَعضِ الملفّاتِ مَعهُمْ بِشكلٍ مُستَمِرٍّ؛ لِضمَانِ مُوَاكبَتِهِمْ لِكافّةِ المستَجدّاتِ وحيثِيَاتِ وسيرِ تقدُّمِ المشرُوعِ، وَكذلك لِدوَاعِي مُشارَكَةِ الدّاعِيَةِ مَعَ غيرِهِ مِنَ الدُّعَاةِ الملفّاتِ المتَعَلّقَةَ بِالأَعمَالِ الدّعوِيّةِ لتعُمّ الاِستفَادَةُ مِنهَا، فَإنّهُ مِنَ الضّرُورَةِ بمكَانٍ مُشارَكَةُ هذِهِ الملفّاتِ إِلكترُونيًّا
وَلِمُشارَكَةِ هذِهِ الملفّاتِ إِلكترُونيًّا؛ فَبِإِمكَانِ الدّاعِيَةِ اِستخدَامُ الطُّرُقِ المعتَادَةِ مِنْ خِلاَلِ إرسَالِ الملفّاتِ عبرَ البرِيدِ الِإلكترُونيِّ أَو عبرَ اِستخدَامِ وَصلاَتِ الفَلاَش USB، غيرَ أنَّ تِلكَ الطُّرُقَ لاَ تَضمَنُ اِستِلاَمَ التّحدِيثاتِ المستمِرّةِ بِشكلٍ سَلِسٍ لجمِيعِ الدُّعاةِ المشارِكينَ فِي نَفسِ الأَعمَالِ الدّعوِيّةِ، وَيُتَطَلَّبُ دَائِمًا إِرسَالُ الملَفّاتِ بِشكلٍ مُتكرّرٍ
وعِوَضًا عَنِ الطُّرُقِ المعتَادَةِ، بِإمكَانِ الدّاعِيَةِ اِستخدَامُ مِنصّاتِ مُشارَكَةِ الملَفّاتِ عبرَ خاصّيَةِ التّخزِينِ السّحابيّ Cloud Storage، وَسوفَ نَتَطرّقُ فِي هذَا القِسمِ لِعدَدٍ مِنْ أَشهَرِ مِنصّاتِ مُشارَكَةِ الملفّاتِ إِلكترُونيًّا
وهُناكَ الكثِيرُ مِن مِنصّاتِ التّخزِينِ السّحابيّ، غيرَ أنّ أغلَبَهَا يَشتَرِكُ فِي الخَصائِصِ الآتيةِ
سُهُولَةُ الِاستِخدَامِ.
مشارَكَةُ الملفّاتِ بَينَ الأَجهِزَةِ المختلِفَةِ وَالأصدِقَاءِ بِسُرعَةٍ وسُهولَةٍ.
مُشارَكَةُ أكثَرَ مِن مِلَفٍّ فِي نَفسِ الوَقتِ.
إِرسَالُ وتبادُلُ مِلفّاتٍ بِحجمٍ كبِيرٍ .
جَمِيعُ المواقِعِ لاَ تَحتَاجُ إِلَى التّسجِيلِ.
اِستِخدَامُ جمِيعِ المواقِعِ مِنْ خِلاَلِ المتصفّحِ، وَلَيسَت هُناكَ حاجَةٌ إِلَى تَحمِيلِ وَتثبِيتِ البَرامِجِ علَى الكُمبيوتر