إنّنا لاَ نُبالغُ إذا قُلْنَا إِنّ المهاراتِ هيَ بمنزلةِ المحرّكِ في السّيّارَةِ والرُّوحِ في الإنسانِ؛ إِذْ -كمَا هو معلومٌ- لاَ يُـمكنُ أَنْ تعملَ السّيّارةُ دُونَ تشغيلِ المحرِّكِ، ولاَ يمكنُ أَنْ تَتَخَيّلَ حياةَ الإنسانِ دُونَ رُوحِهِ، فكذلِكَ هُوَ شأنُ المهاراتِ عندَ الدّاعِيةِ
فلاَ يمكنُ أَنْ يُتَصوَّرَ عملُ المهندِسِ دُونَ اِستعمالِ أَدواتِهِ الهندسيّةِ ولاَ يمكنُ أَنْ يُتصوّرَ نجاحُ الطَّبيبِ في عملِهِ دُونَ مُعِدّاتِهِ الطّبِّيّة، ولا يمكنُ أَنْ يكونَ الدّاعيةُ خطيبًا أَلْمَعِيًّا مُؤثّرًا إِذا كانَ يخافُ مِنْ مُواجهَةِ النّاسِ، أو لدَيهِ عُقْدَةُ الرّهبةِ عندَ التّحدُّثِ أمامَهُمْ، وبالمثلِ لَا يمكنُ أَنْ يُتصوَّرَ نجاحُ داعِيَةٍ في مجالِ الدّعوةِ عبرَ التّقنياتِ الحديثةِ؛ إذَا كانَ غيرَ مُتمَكِّنٍ مِنْ وسائِلِهَا وغيرَ عارِفٍ بطُرُقِ اِستخدامِهَا
في هذا الصّددِ أَجِدُ مِنَ المناسبِ اِقتباسَ ما قالَهُ الدّاعيةُ الشّيخُ رضَا صمدي في كتابِهِ (30 طريقَةً لخدمَةِ الدّينِ): "إِنّ الدّعوَةَ كغيرِها مِنَ الأعمالِ تحتاجُ إلَى دُرْبَةٍ وخِبرَةٍ، ومَا مِنْ عملٍ أَتْقَنَهُ صاحبُهُ بالفِطرَةِ، مِصدَاقُ ذلكَ قولُه تعالَى : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النّحل:78]
ومُوسى طلبَ الاِستعانَةَ بذِي الخبرَةِ حينَ قالَ: وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي [طه:29-32]، كمَا أَنَّ مِـمَّا رشّحَهُ أَنْ يُؤاجِرَهُ صاحبُ مَدْيَنَ للعملِ؛ تَوَفُّرُ الشّرطينِ الذَيْنِ ذَكرَتهُمَا إِحدَى البِنتَينِ: إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ [القصص:26] وطالوتُ استحقَّ الملكَ بما أُوتيَ مِن بسطَةٍ فِي العلمِ والجسمِ
وهكذَا يجبُ أَنْ يَـمضي الدّعاةُ، يُجابهُونَ الصّعابَ ويُواجهُونَ المواقفَ بمهاراتٍ مكتسبَةٍ، وخبرَاتٍ مُجتنَاةٍ، ودُرْبَةٍ مُستقَاةٍ
ما أعظمَهَا مِنْ همّةٍ لاَ تترُكُ لكلمَةِ (ظروف) حُجَّةً لِمُحتَجٍّ، أَو عُذرًا لِمعتذِرٍ، إنّهُ يأبَى إِلاَّ الكمالَ، لأنَّ النُّفوسَ الكاملَةَ تستقبِحُ النّقصَ
وَلَـمْ أَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ عَيْبًا = كَنَقْصِ القَادِرِينَ عَلَى التَّمَـامِ
وتَكامُلُ الدّاعيةِ في إتقانِ الأسبابِ مُوَازٍ لِيَقِينِهِ في معُونَةِ الله تعالى، لأنَّهَا لاَ تأتِي إلاَّ علَى قَدرِ الْمُؤْنَةِ، وهدايةُ التّوفيقِ منُوطَةٌ باِتّباعِ هدايَةِ الإرشادِ، واللهُ لاَ يُضيعُ أجرَ المحسنينَ
إذَا أُسنِدَ إلَى أحدِهِمْ عمَلٌ مِنْ أعمالِ الدّعوةِ أَقْبَلَ عليه بالدّرسِ والتّحليلِ والتّمحيصِ، واقتَرَحَ الأساليبَ ودَرَسَ إمكانيّةَ تطبِيقِهَا، والعوائِقَ التِي قد تحولُ دونَ نجاحِهَا، كمَا يدرُسُ النَّتائِجَ المتوقَّعَةَ واحتمالاَتِ الفشَلِ والبدائِلَ المقترَحَةَ
إنّ الدّاعيَةَ النّاجِحَ ذَا قلبٍ عقُولٍ ولسانٍ سَؤُولٍ، يُبغِضُ الجهلَ، ويُعظِّمُ العلمَ، ويحترِمُ التّخصُّصَ، ويرفُضُ أَنْ يقُومَ بعمَلٍ لاَ يُتْقِنُهُ حتَّى يُتقِنُهُ، فهُوَ لاَ يحتَجُّ بعدَمِ الإِتقانِ علَى تَركِ العملِ، بَل يعتَذِرُ عَنْ العملِ ريثَمَا يُتقِنُهُ ويقُومُ بهِ حقَّ القيامِ
إنَّ الدّاعيةَ النّاجِحَ إذَا أُسنِدَتْ إليهِ خُطبَةٌ حالَ كونِهِ لاَ يجيدُ الخطَابَةَ، استأذَنَ أَصحابَهُ شَهْرًا لِيَتَعَلَّمَ فَنَّ الخَطابَةِ ويُجيدَ أسالِيبَهَا، ليَرْقَى المنبرَ مُتَمِكّنًا مِنْ صَنْعَتِهِ مَالِئًا مكانَهُ الذِي وُضِعَ فِيهِ
إنَّ الدّاعيَةَ النّاجحَ إذَا اكتَشفَ أنَّهُ لاَ يُتقِنُ محادَثَةَ النّاسِ علَى الملأِ، هَرَعَ إِلى المكتبَاتِ يَبْحَثُ عَنْ الكتُبِ التِي صُنِّفتْ فِي كيفِيّةِ تنميةِ مهاراتِ المحادَثَةِ ومواجَهَةِ الجماهيرِ
إنّ الدّاعيةَ النّاجحَ إذَا خطَبَ فِي موضوعٍ أشبَعَهُ، وإذَا تَحدّثَ فِي قضيّةٍ أَتَى علَى تفاصِيلِهَا فَلَمْ يَترُك تعقِيبًا لِمُعقّبٍ". انتهى كلامُ رضا صمدي
إيجابيّاتُ توفُّرِ المهاراتِ عندَ الدّاعيَةِ
زيادَةُ الثّقةِ بالنّفسِ؛ إِذْ إنّ الدّاعيةَ يُباشِرُ العملَ الدّعويَّ وهُوَ واثِقُ النّفسِ فِي كيفيّةِ القيامِ بهِ علَى الوجهِ الصّحيحِ
امتلاكُ المهاراتِ الدّعويّةِ المختلفَةِ يجعَلُ الدّاعيةَ مُتمَكِّنًا أَكثَرَ في مجالِهِ الدّعوِيِّ
قُدرَةُ الدّاعيَةِ علَى استخدَامِ وتطوِيعِ مهاراتِهِ خلالَ قيامِهِ بالعمَلِ الدّعوِيِّ؛ يجعَلُ تأثِيرَهُ فِي مدعوِّيهِ أكبَرَ ومَدى استجابَتِهِمْ له أفضَلَ
تركُ انطبَاعٍ إيجابيٍّ لَدَى المدعوّينَ وذلكَ بما يلمسونَهُ مِنْ احترافِيَّةِ الدّاعِيَةِ فِي العمَلِ الدّعوِيِّ
القِيامُ بالعملِ الدّعوِيِّ بشكلٍ مبنِيٍّ علَى المؤسّسِيّةِ والتّخصُّصِيّةِ؛ إذ إِنّ الدّاعِيةَ يقُومُ بالمهامِ المكلّفِ بهَا، وضِمنَ نِطاقِ مهاراتِهِ وقُدرَاتِهِ
زيادَةُ الرّغبَةِ في تحسينِ الجُهدِ ونُـمُوِّ اتجاهِ الرِّضَا عن العمَلِ الدّعوِيِّ والإقبالِ عليهِ
أمثلَةٌ للمهارَاتِ الدّعوِيّةِ التّخصُّصِيةِ
مهارَاتُ التّواصُلِ معَ المدعوِّينَ سواء كانُوا مِنْ نفسِ جِنسِيّةِ الدّاعِيةِ أَو أجانِبَ
مهارَةُ الإصغاءِ الجَيِّدِ للمَدعُوِّينَ.
مهارَاتُ تحدِيدِ الِاستراتِيجِيّاتِ والرُّؤَى للمُؤسّسَاتِ الدّعَوِيّةِ.
مهارَاتُ رسمِ وتحديدِ الأهدَافِ للمشارِيعِ الدّعوِيّةِ.
مهارَةُ العمَلِ برُوحِ الفرِيقِ الواحِدِ.
مهارَاتُ قيادَةِ فريقٍ.
مهارَةُ اقترَاحِ وتنفِيذِ المبادرَاتِ الدّعوِيّةِ.
مهارَةُ إدارَةِ اجتمَاعِ المشارِيعِ والأعمَالِ الدّعوِيّةِ.
مهارَةُ إيجادِ الحُلولِ البدِيلَةِ للمُشكِلاَتِ.
مهارَاتُ اتّخاذِ القرَاراتِ عندَ وُجودِ إشكاليّاتٍ تُعيقُ العَمَلَ الدّعوِيَّ.
مهارَةُ التّخطِيطِ للمشارِيعِ الدّعوِيّةِ وإدارَةَ الوقتِ.
مهارَاتُ الحوارِ والنّقاشِ.
الحوارُ معَ المخالفينَ فيِ الرّأيِ والفكرِ-
الحوارُ معَ أصحابِ التّيّارَاتِ الهدّامَةِ-
الحوارُ معَ ذوِي الشُّذوذِ والِانحرَافِ الخُلُقِيِّ-
الحوارُ معَ أتباعِ الدّياناتِ الأُخرى-
الحوارُ معَ اللاَّدِينِيّينَ والعِلْمَانِيّينَ والْمُلْحِدينَ-
مهاراتُ التّأثيرِ الإيجابيِّ فيِ الآخرِينَ.
مهارَاتُ إقناعِ المدعُوِّينَ.
مهاراتُ تحفيزِ فريقِ العمَلِ فِي المشارِيعِ الدّعوِيّةِ.
تعتَبَرُ الهواياتُ الشّخصِيّةُ ملاَذًا آمِنًا لِصِحّةِ ووقتِ الأفرَادِ داخِلَ المجتمعاتِ الحدِيثةِ، فهِيَ تمكِّنُ مِنْ تلبِيَةِ حاجاتِ ورغباتِ النَّفسِ البشرِيّةِ، والتّخلُّصِ مِن ضغُوطِ الحياةِ العَمَلِيّةِ، وإبرازِ أو اكتشافِ مواهِبِ وقُدرُاتِ الأفرَادِ
ماذَا نقصِدُ بالهواياتِ الشّخصِيّةِ؟
الهوايَةُ هيَ ممارَسَةُ فعلٍ مُعيّنٍ تُحِبُّهُ النّفسُ معَ الحِرصِ علَى إتقانِهِ والتّفَنُّنِ فيهِ، و تُمارَسُ الهوايَةُ برَغبَةٍ عفْوِيّةٍ وذاتِيّةٍ، وقَد تكُونُ إمَّا عادَةً فطريَّةً أو مُكتَسَبَةً
دورُ الهواياتِ الشّخصِيّةِ فِي خدمَةِ الدّعوَةِ وأنواعُهَا
تبرُزُ أهمّيّةُ الهواياتِ الشّخصِيّةِ فِي عِدّةِ نقاطٍ مِنهَا
قضاءُ وقتِ الفرَاغِ بشكلٍ يعودُ علَى الدّاعِيةِ بالفائدَةِ فِي أمُورِ دِينِهِ ودُنيَاهُ
مشارَكةُ الدّاعيةِ للآخرِينَ عندَ ممارَسةِ الهواياتِ المختلِفَةِ؛ يُساعِدُهُ فِي بناءِ علاقَاتٍ وثيقَةٍ معَهُمْ؛ وتوطيدِ هذِه العلاَقاتِ بزيادَةِ الأُلفةِ والخُلْطَةِ معَهُم، والتي تُشَكّلُ فرصةً للدّاعيةِ للبدءِ بمناشِطَ دعوِيّةٍ معهُم
ممارَسةُ الهواياتِ معَ الآخرينَ تجعلُ الدّاعيةَ اِجتماعيًّا أكثرَ، ويكونُ قريبًا مِن النّاسِ، وتُـجنّبُهُ الِانطوائِيّةَ والِاعتزالَ
إنشاءُ علاقاتٍ اِجتماعيّةٍ وصداقَاتٍ جدِيدَةٍ معَ كوادِرَ دعويّةٍ جديدةٍ
تعلُّمُ مهارَاتٍ وخِبرَاتٍ جدِيدَةٍ
ويُـمكنُ تلخِيصُ أنواعِ الهواياتِ الشّخصِيّةِ فِيما يَأتِي
أدبيّة: القراءة – الكتابة – التّدوين الإلكتروني – التّأليف – الشِّعر...
ثقافيّة: تعلُّم اللُّغاتِ – دراسةُ جغرافيّة البُلدان – دراسةُ عاداتِ وتقاليدِ الشُّعوبِ...
فَنيّة: الرّسم – الإخراج السّينمائيّ – التّصوير...
بدنيّة: المشيُ – الجريُ – السّباحةُ – ركوبُ الدّرّجات...
حركيّة: المعسكرات – المناشط الرّياضيّة..
ذِهنيّة: الشّطرنج – حلّ الألغاز – الكلماتُ المتقاطعَة...
سياحيّة: السّفر- الرّحلات البرّيّة والبحريّة – زيارةُ الأماكنِ الأثريّةِ والتّاريخيّة...
تِقنيّة: تصميمُ مواقعَ إلكترونيّة – التّصميمُ الجرافيكي – تصميمُ المدوّناتِ الإلكترونيّةِ...
******************************************************
مثالٌ في تسخيرِ ممارسة الهوايات في الدّعوة إلى الله -عزّ وجلّ-
الدّاعيةُ المحبُّ لهوايةِ المعسكراتِ والتّخييمِ ، يمكنُه تضمينُ بعضِ المناشطِ الدّعويّة اليسيرةِ ضِمنَ برنامَجِ التّخييمِ كالمسابقاتِ، الحواراتِ الهادفةِ -على سبيلِ المثالِ-
الميولاتُ والاهتماماتُ هي كُلُّ ما يشغَلُ بالَكَ وفِكْرَكَ أَخي مِن قضايَا وأحدَاثٍ ومستَجَدّاتٍ، تظْهَرُ بوادِرُ هذه الميولاتِ والِاهتمامَاتِ مِنْ خلالِ التّعاطِي اليومِيِّ لتصرُّفاتِكَ
فهِيَ تَبْرُزُ مِن خِلالِ الكُتُبِ والمجلاَّتِ التِي تقرَأُهَا، فتُلاحِظُ نفسَكَ تَنْتَقِي وتختارُ عناوِينَ الكتُبِ والمجلاَّتِ التِي تتمَاشَى مَع اهتمَامَاتِك وميُولاتِك
وهيَ تبرُزُ مِن خلاَلِ عناوِينِ الصُّحُفِ التِي تُطالِعُهَا، فتُلاحِظُ تركيزَكَ يَصُبُّ علَى عناوينَ بعينِهَا أكثَرَ مِنْ غَيرِهَا، وبالتّالِي تقرَأُ التّفاصِيلَ الوارِدَةَ فِي تلكَ العناوِينِ؛ وتتجَاهَلُ قراءةَ تفاصيلِ عناوينَ أُخرَى؛ لأَنّها لاَ تقَعُ تحتَ دائرَةِ اهتمامِكَ
وهيَ تبرُزُ مِن خِلالِ نوعيّةِ البرامِجِ التِي تُشاهِدُهَا علَى التّلفازِ
وهيَ تبرُزُ فِي نوعيّةِ الأفكارِ التِي تستحوِذُ علَى فكرِكَ وتشغَلُ بالَكَ، فالدّاعِيةُ الذِي تشغَلُهُ الأوضاعُ الرّاهِنةُ بالمسلمينَ قَدْ يُفكّرُ كثِيرًا بشكلٍ لاَ إرادِيٍّ فِي مدَى مُعاناةِ الشّعبِ البُورْمِيِّ ومأساتهِمْ المتكرِّرَةِ، وقد يُفَكّرُ فِي الوضعِ الحالِيِّ الذِي تعيشُهُ الأُمّةُ الإسلاميّةُ مِنَ التّمَزُّقِ والتّفَرُّقِ والاِقْتِتَالِ فيمَا بينَ المسلمين أنفُسِهِمْ
وهيَ تبرُزُ مِنْ خِلَالِ نوعِيّةِ أحادِيثِكَ ومداخلاتِكَ معَ الآخرينَ، وبالأخصِّ عندَمَا يشاركُونَكَ نفسَ الِاهتماماتِ
وهيَ تبرُزُ أحيانًا فِي تطلُّعاتِكَ حولَ ما يمكنُكَ أَنْ تعمَلَهُ حِيالَ موضُوعٍ مَا أو قضيّةٍ أَو مشكلةٍ مَا، وذلكَ لأنَّها تشغَلُ بالَكَ كثيرًا
وبالإجمالِ، فإنّ اهتماماتِ الفردِ المسلِمِ هيَ كُلُّ ما يشغَلُ بالَه وتفكيرَهُ؛ ويُؤدِّي بسبَبِهَا إلَى الهمِّ والضّيقِ، وهي فِي الوقتِ نفسِهِ قد تكُونُ مؤشِّرًا مُهِمًّا فِي تحدِيدِ نطاقِ الحِراكِ الدّعوِيِّ؛ الذِي يميلُ لَه الدّاعِيةُ أكثَرَ مِن غيرِه
فالدّاعيةُ الذِي يشغَلُ بالَهُ كثِيرًا وضْعُ الأُسَرِ المحتَاجَةِ والأرامِلِ واليَتَامَى، تجدُهُ كثِيرًا ما يَتَتَبّعُ أوضاعَهُمْ وأحوالَهُمْ؛ ويُفَكّرُ فِي كيفِيّةِ التّخفِيفِ عنهُمْ ومساعدَتِهم، وَهذَا الدّاعِيةُ قد يكونُ لهُ عطاءٌ كبيرٌ لَو أُتيحَ لَهُ -أو أتاحَ لنفسِهِ- العمَلَ ضِمنَ المؤسّساتِ الخيريّةِ؛ لِما يمكِّنُ لَهُ ذلِكَ مِنْ تحقِيقِ تَطَلُّعاتِهِ وأَمانِيهِ فِي مساعَدَةِ هذِه الشّرِيحةِ