خطوتُكَ القادمَةُ هي التّعرُّف علَى المجالاتِ الدّعويّةِ التِي تُلائِمُك أكثَرَ؛ وذلكَ اعتمادًا علَى مجموعةِ المواهِبِ التي تمتلِكُهَا؛ والهواياتِ التي تُحبُّ ممارستَهَا؛ والأمورِ التِي تحوزُ علَى اهتماماتِكَ وتُشغِل حيِّزًا مِنْ تفكيرِكَ، وكذلكَ استنادًا إلَى محدِّداتِ طبيعةِ شخصيَّتِك
ومِن الطّبيعيِّ أَن يكونَ الدّاعيةُ بارزًا فِي مجالاَتٍ دعويّةٍ مُعيّنةٍ أكثرَ مِنْ غيرِهَا، وتركيزُ نشاطِهِ الدّعويِّ فِي هذِه المجالاتِ قَد يكونُ له أثرٌ أكبرَ ونتيجةٌ أفضل بدلاً مِنْ تشتِيتِ جُهدِهِ الدّعويِّ
لذلكَ، ستقُومُ بتحديدِ مجالاتِكَ الدّعويّةِ الأنسبِ؛ اِعتمادًا علَى ما قُمْتَ باِختيارِهِ فِي الجداوِلِ الأربعَةِ السّابقةِ (جدولُ المهاراتِ والقُدرات، جدولُ الهواياتِ وجدولُ الميولِ والاهتمامات وجدولُ محدِّداتِ طبيعةِ الشّخصيّة)
فخلاَلَ النّشاطِ السّابقِ قُمتَ بتحدِيدِ هذِه المهارَاتِ والهواياتِ والاهتماماتِ؛ وذلك بوضعِ علامَةِ "√" أمامَ ما رأيتَهُ مناسبًا لكَ وينطبِقُ علَيكَ
الخطوةُ القادمةُ هي عمليّةُ إعادَةِ تفريغِ اِختياراتِكَ السّابقةِ فِي الجدولِ التّالِي؛ ليسهُلَ بعدَهَا احتسابُ نقاطِ كُلِّ مجالٍ علَى حِدَةٍ، وللتّوضِيحِ أكثَرَ، قُمْ مرَّةً أُخرَى بوضعِ علاَمةِ "√" بجانِبِ رقم البُندِ في الخانَاتِ الأربعَةِ (خانةُ الهوايات، خانةُ المهارات، خانةُ الاهتماماتِ، خانة محدِّدات طبيعة الشّخصيّة) للبنُود التِي قُمتَ باختيارِهَا في الجداول السّابقةِ معَ العلمِ أنّ البُنُودَ غيرُ متسلسلَةٍ تصاعُدِيًّا كالسّابِق؛ وذلك لأنَّها مُرَتَّبَةٌ حسبَ المجالِ
تفريغِ اِختياراتِكَ السّابقةِ فِي الجدولِ
قُم الآنَ باِحتسابِ عددِ مرّاتِ اختياراتِكَ بالإيجابِ (عدد مرّات تكرارِ علامَةِ "√ " ) لكُلِّ مجالٍ، فمثلًا البنُود الواردَةُ في خانةِ المواهِبِ مِن الجدولِ السّابِقِ (جدول رقم 5 ) لِمجالِ "التّصميم وإعداد الوسائل السّمع-بصريّة" هِي 5 – 8 – 11 -13- 18 -29
نفترِضُ أنَّ سعيدًا قامَ بوضعِ علامَةَ "√" أمامَ البُنُود 8 – 11- 18، بالتّالِي يكونُ عدَدُ اختياراتِهِ الإيجابيّةِ هو 3 اختياراتٍ لهذَا المجالِ
وبعدَ احتسابِ عدَدِ البُنودِ (عدد مرّاتِ اختياراتِكَ بالإيجابِ) في الخانَاتِ الأربعَةِ لكُلِّ مجالٍ، قُمْ باحتسابِ عدَدِ البُنودِ مِن الخانَاتِ الأربعةِ، وقُمْ بوضعِ النّاتِجِ فِي خانَةِ "إجماليُّ عددِ البُنُودِ" فِي الجدولِ التّالِي (جدول رقم 6) وذلكَ لكُلّ مجالٍ
فعَلَى سبِيلِ المثالِ، لَو أنّ سعيدًا وجَدَ أَنّ عددَ البُنودِ الوارِدةِ فِي المجالِ الدّعويِّ "التّصميمُ وإعدادُ الوسائل السّمع-بصريّة" والتِي قَدْ قامَ باِختيارِهَا إيجابًا هيَ 4 فِي خانَةِ المواهِبِ، 3 فِي خانَةِ الهوايَاتِ و1 فِي خانةِ الاِهتماماتِ و2 في خانَةِ محدِّداتِ طبيعَةِ الشّخصيّةِ، فعليهِ يكونُ إجماليُّ عدَدِ البُنودِ التِي اختارَهَا في هذا المجالِ هي 10
اِحتسابِ عددِ مرّاتِ اختياراتِكَ بالإيجابِ لكُلِّ مجالٍ
والآنَ، بعدَ معرِفتِكَ لعددِ البُنُودِ الإجماليّةِ فِي كُلِّ مجالٍ دعويٍّ، قُمْ بضربِ العدَدِ فِي عشرَة، وذلِكَ باعتبارِ أَنَّ كُلَّ بُندٍ مِنَ البُنودِ السّابقَةِ يُعادِلُ عشرَ درَجَاتٍ، وقُم بوضعِ النّاتِجِ الخاصِّ بكُلِّ مجالٍ فِي عمُودِ "الدّرجةِ" فِي الجدوَلِ التّالِي (جدول رقم 7)
في المثالِ التّوضيحِيِّ السّابق، كانت عدَدُ البنُودِ التي قامَ سعيدٌ باِختيارِهَا إيجابًا فِي مجالِ "التّصميم وإعدادُ الوسائِل السّمع-بصريّة" هي 10، وعلَيهِ نقُومُ بضربِ العدَدِ 10 في 10 وبالتّالِي يكونُ النّاتِجُ 100 درجَةٍ
جدول رقم 7
ولتحديدِ مجالاتِكَ الدّعويّةِ الأنسبِ لَكَ، قُمْ الآنَ بالانتقالِ للجدولِ أدنَاهُ (جدول رقم: 8) للتّعرُّفِ علَى مدَى تضمِينِ المجالِ الدّعويِّ مِنْ عدَمِه، وذلِكَ بالرُّجوعِ للدّرجاتِ التِي رصدتَـهَا فِي الجدولِ السّابقِ
وللتّسهيلِ علَيكَ، قُمْ بوضعِ درجَتِكَ فِي كُلِّ مجالٍ مِن الجدولِ السّابِقِ فِي خانَةِ "درجتي" فِي الجدولِ التّالِي (جدول رقم: 8)، قُم بعدَهَا بإجرَاءِ عمليّةٍ حسابيّةٍ؛ لِمعرِفةِ النّسبةِ المئويّةِ لدرجتِكَ المتحصّلةِ مقارنَةً معَ الدّرجةِ القُصوَى المحتمَلَةِ وذلكَ لكُلِّ مجالٍ دعوِيٍّ
ولإجرَاءِ العمليّةِ قُم بتقسيمِ درَجتِكَ المتحصّلَةِ علَى الدّرجةِ القُصوَى المحتمَلَةِ؛ واضرِب النّاتِج فِي 100، وبالتّالِي تتحصّلُ لديكَ النّسبةُ المئويّةُ لذلكَ المجالِ، وبالرُّجوعِ للمثالِ السّابقِ، فإنَّ النّسبةَ المئويّةَ المتحصّلةَ للمجالِ الدّعويِّ "التّصميمُ وإعدادُ الوسائِل السّمع-بصريّة" هي: 100/170 = .588 * 100 = 58.8 ويمكنُنَا تقريبُ النّسبةِ لتُصبِحَ 59 %
وبالمثلِ، قُمْ بحسابِ النّسبةِ المئويّةِ لكُلِّ المجالاَتِ الدّعويّةِ وأنزِل النّتائِجَ المتحصِّلةِ فِي الجدولِ
وبعدَ ذلكَ، قُم بترتيبِ المجالاَتِ تصاعُدِيًّا وذلكَ حسبَ مقدَارِ النّسبةِ المئويّةِ المتحصّلةِ؛ فالمجالُ الدّعويُّ ذُو النّسبةِ المئويّةِ الأعلَى يكونُ ترتيبُهُ رقم 1 والمجالُ الأقلُّ منهُ يكونُ ترتيبُهُ رقم 2 وهكَذَا، وقُمْ بكتابةِ هذهِ الأرقامِ في خانةِ "التّرتيب" مِن نفسِ الجدوَلِ (جدول رقم: 8)
وعند اِنتهائكَ مِن ترتيبِ المجالاتِ، قُمْ باختيارِ المجالاتِ الدّعويّةِ التِي تحصّلتَ فيهَا علَى أعلَى النِّسبِ المئويّةِ –أعلَى ثلاثةِ نسبٍ مئويّةٍ- مقارنَةً بِغيرِهَا وذلكَ بوضعِ علاَمةِ "√" فِي خانَةِ " مجالِي الدّعويّ" قرين كُلِّ
مجالٍ دعوِيٍّ مِنْ هذِهِ المجالاَتِ الثّلاثةِ
جدول رقم: 8
والآنَ، قُم بكتابةِ المجالاَتِ البارزَةِ لديكَ (التِي وضعتَ عليهَا علامةَ "√" في خانَةِ "مجالِي الدّعويّ" فِي الجدولِ أعلاَهُ) فِي الجدولِ التّالِي (جدول رقم: 9) متبوعًا بذكرِ النّسبةِ المئويّةِ المتحصّلةِ لديكَ لهذِهِ المجالاَتِ؛ معَ مراعاةِ كتابَةِ المجالاَتِ الدّعويّةِ البارزَةِ لديكَ بترتِيبِهَا التّصاعديّ، وذلكَ حسبَ مقدَارِ النّسبةِ المئويَّةِ المتحصّلةِ
فالمجالُ الدّعويُّ ذُو النّسبةِ المئويّةِ الأعلَى يُكتَبُ أوّلاً – محاذاةَ خانَةِ "التّرتيب رقم: 1- والمجالُ الأقلُّ منهُ يُكتَبُ ثانيًا– محاذاةَ خانَةِ "التّرتيب" رقم 2 – وهكذَا، قُم بكتابَةِ هذهِ الأرقامِ فِي خانةِ "التّرتيب"
جدول رقم: 9
وعليهِ يتّضحُ جليًّا بأنَّ مجالَكَ الدّعويَّ الأبرَزَ هُو المجالُ الذِي تحصّلتَ فِيه علَى أعلَى نسبَةٍ مئويّةٍ – فهو الأوّل فِي التّرتيبِ، قُم بكتابَتِهِ فِي الجدولِ التّالِي (جدول رقم: 10)
جدول رقم: 10
تعلّمتَ سابقًا أنَّ قاعدَةَ "الِانطلاقَةِ مِنْ نقاطِ القُوّةِ" تنصُّ علَى ضرُورَةِ تركيزِ جُهودِكَ علَى مَا تُتْقِنُهُ وتَرَى نفسَكَ مُتمَكِّنًا فيهِ، والأمرُ ذاتُه ينطبقُ علَى هذَا الموضوعِ، فعليكَ تركيزُ جهدِك الدّعويِّ فِي المجالاَتِ التِي تُناسبُكَ أكثَرَ مِنْ غيرِهَا
وتعلّمتَ كذلكَ أنّهُ وبناءً علَى قاعدَةِ بارِيتُو (20/80)، فإنّه يجبُ عليكَ تركيزُ أغلَبِ جُهدِكَ الدّعويِّ ("80%" مِنْ جُهدِك الدّعويِّ) فِي أكثَرِ مجالَينِ أو ثلاثِ مجالاَتٍ مناسبَةٍ لكَ، وهذَا لاَ يعنِي إطلاقًا أنَّهُ لاَ يُمكنُكَ وُلوجُ مجالاَتٍ أُخرَى عن طريقِ تعلُّمِ مهاراتٍ جديدَةٍ، والحقيقةُ هيَ غيرُ ذلكَ تمامًا
فالمسلِمُ الدّاعيةُ عليهِ دائِمًا التّطلُّعُ لآفاقٍ جديدَةٍ فِي خدمَةِ دينِهِ، وَما نُريدُ ترسيخَهُ عندَكَ مِنْ قناعَاتٍ؛ تتمثّلُ فِي ضرُورَةِ البدءِ فِي الحرَاكِ الدّعويِّ منطلِقًا ممّا لدَيكَ مِنْ نقاطِ القُوّةِ (مهاراتٌ، قدُرات، اهتماماتٌ) وفِي المجالاتِ الدّعويّةِ التِي تُناسبُك أكثرَ
بهذَا تُوقِنُ أَنّ سُلوكَ طريقِ الدّعوةِ ميسّرٌ ومُتاحٌ لكَ ولكُلِّ المسلمِينَ، وكذلِكَ يجبُ علَيكَ إدراكُ أنَّ توسيعَ مجالاتِكَ الدّعويّةِ مستقبَلاً مُتاحٌ أيضًا، وَما عليكَ سِوَى مباشرَةِ حِراكِكَ الدّعويِّ والمضيِّ قُدُمًا فِي طريقِ الدّعوةِ الواسِعِ الأرجاءِ